أبلغت مصادر سياسية صحيفة "الراي" الكويتية، حول السجال الحاصل بين التيارين "الوطني الحر" و"المستقبل"، أن "أي إمعانٍ في تهشيم ما تبقى من "ورقة توت" التسوية وعدم وقف مسار الانزلاق نحو فوضى مؤسساتية ونحو استقطاب طائفي تحت عناوين سياسية وأخرى أمنية، من شأنه إدخال البلاد في نفق خطير، ناهيك عن أن ذلك سيشرّع الباب أمام أسئلة كبرى حول الخفايا الحقيقية لمناخ التوتير الداخلي الذي شكّل شرارتَه المعلنة كلامٌ نُسب الى رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل حول "السنية السياسية التي جاءت على جثة المارونية السياسية" واستعيد معه، من باب نفيه، عنوان "استعادة الحقوق المسيحية".
ورأت المصادر السياسة أنه "فيما يُنتظر أن يعود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الساعات المقبلة الى بيروت، يسود ترقُّب لمعرفة مرتكزات التهدئة التي تُمْليها التحديات الداخلية والخارجية، ولا سيما أن زعيم "المستقبل" يبدو أمام مهمةٍ شائكة، هو الحريص على التسوية كـ"بوليصةِ تأمينٍ" لحفظ الاستقرار والنهوض الاقتصادي، وفي الوقت نفسه الزعيم الذي يتلقى السهام تباعاً من داخل بيئته، التي يعبّر بعضها عن تململٍ، كما من الأبعدين ما يجعله محكوماً بخطوات محسوبة بين هذين الحدّيْن".
واعتبرت المصادر نفسها أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الياس بوصعب أمس لطرابلس وشملت بعض المعابر الحدودية الشمالية غير الشرعية مع سورية حملتْ مؤشرات تبريدية بعد ما تم التعاطي مع على أنه "مسار استفزازي واستعراضي" من بوصعب في مقاربة ما بعد الاعتداء الإرهابي وكلامه الانتقادي لرئيس الحكومة "الذي لا أنتظر أن يتصل بي".
وأشارت المصادر السياسية، بينما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يؤكد لمناسبة الذكرى الـ158 لإنشاء قوى الأمن الداخلي "عدم التهاون مع الإرهاب بكل أشكاله، وأن لا تساهُل مع أي جهة يمكن أن تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل أو بالقول على سيادة الدولة ومؤسساتها الأمنية، أو استهدفوا الأبرياء والاستقرار في البلاد"، إلى أن "ثمة ضرورة لسحب فتائل التوتر "الجوّال" بأسرع وقت عشية أسبوعٍ سيشهد انطلاقة الجلسات المكثفة لمناقشة مشروع موازنة 2019 في البرلمان وتفادي تحوّله "كيس ملاكمة" سياسية، وأيضاً عودة الموفد الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى بيروت حاملاً أجوبة إسرائيلية جديدة على بعض النقاط المتصلة بملف النزاع الحدودي البحري والبري مع لبنان".